حبوب منع الحمل من "الجيل الثالث" تزيد مخاطر الجلطات

تعتمد الكثير من النساء حول العالم على الحبوب كوسيلة آمنة لمنع الحمل لما فيها من مزايا مقارنة بوسائل أخرى، لكن الأمر لا يخلو من مخاطر، إذ إن بعض مكونات الحبوب قد تزيد من مخاطر الإصابة بالجلطات، وفق دراسة حديثة.
وخلص باحثون بريطانيون -في دراستهم التي نشرت في دورية "بريتيش ميديكال جورنال"- إلى أن النساء اللاتي يستخدمن ما يسمى بـ"الجيل الثالث" من حبوب منع الحمل، أكثر عرضة لتجلط الدماء في الشرايين في الساقين لتتكون تجلطات دموية تتحرك مع الدم لمناطق مختلفة من الجسم، وهو ما يزيد من خطورتها.
واعتمدت الدراسة على قاعدة بيانات واسعة مستمدة من معلومات الأجهزة الصحية المختصة في بريطانيا. وتشير البيانات إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء بريطانيات في الفئة العمرية بين 15 و49 عاما، يستخدمن حبوب منع الحمل. وفي ألمانيا على سبيل المثال تقدر النسبة بنحو 37%، وفقا لمعلومات صحيفة "دي فيلت" الألمانية.
وأظهر فحص بيانات النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل والنساء والفتيات اللاتي تعرضن للإصابة بالجلطات الدموية، أن نسبة الإصابة بالجلطة الدموية ارتفعت بمقدار أربع مرات لدى مستخدمات "الجيل الثالث" من حبوب منع الحمل مقارنة بغيرهن. أما نسبة الإصابة بالجلطات لدى السيدات اللاتي يستخدمن الأنواع القديمة من حبوب منع الحمل فكانت أكبر ممن لا يستخدمن الحبوب بمقدار مرتين ونصف مرة.

مكونات
وبشكل عام ينصح الأطباء النساء فوق الخامسة والثلاثين والمدخنات، باستخدام وسائل أخرى لمنع الحمل غير الحبوب. وحذر القائمون على الدراسة من بعض مكونات الحبوب الجديدة (الجيل الثالث)، وهي: جيستودن وديسوجيسترل ودروسبيرينون و سيبروتورون.
وعلى صعيد متصل رصدت وكالة الدواء الأوروبية 28 حالة وفاة منذ بدء استخدام هذه المكونات الجديدة في حبوب منع الحمل. ورجح الخبراء وجود صلة بين هذه الوفيات واستخدام المكونات الجديدة في الحبوب.
أما المكونات القديمة للحبوب -ومنها مادة الليفونورجيستريول- فلا تشكل خطورة كبيرة على الصحة العامة للمرأة. وهذه هي المادة الفعالة في أنواع حبوب منع الحمل التي تباع في الأسواق منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وكغيرها من الأدوية يجب في كل الأحوال استشارة الطبيب لاختيار وسيلة منع الحمل المناسبة، والاستفسار عن أعراضها الجانبية المحتملة وتجنب مخاطرها.