Blog Post

كيف غير العلاج النفسي حياتي؟ تجارب يحكيها أصحابها

نشر بواسطة

nada.bedawy

المشاركة الى:

أساطير متناقلة عن العلاج النفسي، وصم اجتماعي وأحكام أخلاقية وشخصية عن المرضى النفسيين أو حتى من لديهم بعض المشكلات، والأدهى والأمر عدم الاعتراف به من الأساس وتفسير الأمور على أنها حزن وسيمضي، دلع أو ضعف شخصية، وأحيانًا حسد و”الناس مابتسيبش حد في حاله” وبعد عن طريق الله. كل هذه اعتقادات خاطئة شائعة عند أغلب الناس حول الأمراض النفسية، وبالتالي فالعلاج النفسي لديهم شيء غير مطروح من الأصل فهو درب من الخيال، وبدلًا من أن تضيع وقتك مع شخص غريب تحكي له مشاعرك، صل وادع الله، أو واظب على التمارين الرياضية والرقص، أو اخرج مع أصدقائك وتمتع بالحياة.. وكلها أمور جيدة بالطبع لكن في حالة الأمراض النفسية لن تجدي نفعًا طالما أن المشكلة قائمة في داخلك فلن تنفع حيل التشويش لحلها.

المشاكل والأمراض النفسية لا بد أن تعامل معاملة الأمراض العضوية، فأنت عندما تشعر بألم في جسمك تذهب إلى الطبيب ليشخص حالتك ويعالجها، ونفس الأمر ينطبق على المرض النفسي، فليس معنى أنه يدور داخل عقلك ولا يوجد أشعة يمكنها تصويره بشكل مادي، أنه غير موجود من الأساس.. ولأننا نعرف جيدًا أن تجربة العلاج النفسي ما زالت في طور الانتشار، وثقافتها ليست رائجة بالشكل الكافي، ولدي الكثير منا تخوفات شخصية، فقد اخترنا أن يعبر أشخاص خاضوا الرحلة بأنفسهم عن مشاعرهم تجاهها وكيف غير العلاج النفسي حياتهم.

حقيقة: يعاني أكثر من 300 مليون شخص من جميع الأعمار من الاكتئاب.

تقول ريهام – 38 سنة-: “دخلت في اكتئاب طويل، كل الحاجات اللي كنت بحب أعملها بطلتها، مبقاش عندي رغبة ﻷي حاجة، أهملت نفسي وولادي وعانيت من الأرق وفقدان الشهية، حتى الناحية الإيمانية اتهزت وقولت ربنا مبيحبنيش”، مع طول الأعراض وتفاقم نوبات الاكتئاب والحزن واستمرارها لفترات طويلة وتأثيرها على كل نواحي حياتها، قررت ريهام تجربة العلاج النفسي، في البداية كانت خائفة ومتحفزة تجاه هذا الشخص الذي يستمع لمشاكلها الشخصية بإنصات، ويسألها عن تفاصيل دقيقة ويدفعها لتصديق مشاعرها ولا يخبرها أنها “مكبرة الموضوع”، ومع الوقت اكتسبت الثقة وتقبلت تشخيصها بالاكتئاب، “اتعالجت لمدة 6 شهور وبعدها 3 شهور، ودلوقتي لما بيرجع بعرف اتعامل معاه بنصايح الدكتور وبيعدي مش بيوقف حياتي زي زمان.”، وأصبح لديها قناعة عن أهمية الذهاب للعلاج النفسي، “نفسيتنا زيها زي أي تعب تاني محتاج علاج.

حقيقة: الاكتئاب هو السبب الرئيسي للعجز في جميع أنحاء العالم، وهو المساهم الأساسي في العبء العالمي الكلي للمرض.

اتفقت معها آية – 23 سنة- والتي اعتبرت أن المساعدة النفسية كانت طوق النجاة بالنسبة لها، بعد تكرار خلافاتها مع الأهل وتفكيرها الدائم في الموت ونوبات البكاء الحادة التي جعلت أقرب أصدقائها يملها ويبتعد عنها، وحينما أغلقت كل الأبواب التي ظنتها مفتوحة، وجدت موقع شيزلونج “بدأت أدور على الدكاترة واخترت أ.جيرمين نبيل وحسيت إني خدت قرار ومش هرجع، أول يوم كلمتها فيه كنت خايفة من رد فعلها عن اللي عملته وهتشوفني إزاي، لاقيتها بتسمعني عادي من غير ما تلومني ولا أي حاجة”، وبسبب التجربة أصبحت آية أكثر تصالحًا مع ذاتها وما تمر به من مشاعر بدون هرب أو شعور بالخوف والخذلان.

حقيقة: لا يوجد سبب دقيق للإصابة بالأمراض النفسية، لكن الأبحاث تشير إلى مزيج من العوامل الوراثية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية والبيئية باعتبارها أصل معظم الحالات.

“لو مفيش دكتور نفسي كان زماني انتحرت من زمان” هكذا عبر عبد الله – 31 سنة- عن حكايته مع العلاج النفسي بعد تشخيصه باكتئاب ثنائي القطب المعروف باسم (باي بولار)، وذلك بعد سنوات طويلة من اتهامه بالإنعزال والتوحد والكآبة، أو الجنون والتهور على حسب تحولاته المزاجية الشديدة التي واجهها بسبب المرض. “لما روحت للدكتور هديت ولقيت حد فاهم أفكاري وتحولاتها من غير مايتهمني بالجنون أو يشوفني مأفور”، ورغم ذلك لم تخلو رحلة عبد الله من الصعوبات، فقد جرب أكثر من طبيب بعضهم كان يركز على العلاج الدوائي فقط، ومنهم من كان “خلقة ضيق” ولا يجيد الحوار، لكنه لم ينعت كل الأطباء النفسيين من خلال تلك التجارب السيئة واستمر في البحث إلى أن وجد ما يناسبه، “مش معنى إن فيه دكتور أو اتنين غلط إن مفيش علاج نفسي من الأساس.. ده كلام كدب.”

حقيقة: هناك حوالي 50 مليون شخص حول العالم مصابون بالاضطراب ثنائي القطب، وتصنفه منظمة الصحة العالمية في الترتيب السادس بقائمة مسببات العجز لدى البشر.

أما منى -33 سنة- فعبرت للضفة الأخرى بفضل المساعدة الطبية المتخصصة، فبدأت تتصرف بحرية وتتمكن من استيعاب ذاتها، وتتصالح معها كما هي، ولا تشعر طوال الوقت أنها مسئولة عن العالم وتحمل مشاعر ذنب تجاه كل شيء، هذا التحول جاء بعد معاناة طويلة الأمد من الخوف والقلق المرضي، ومن الـأنوريكسيا، وهو مرض يعني تناول الطعام بشراهة ثم التقيؤ عمدًا للتخلص منه، إلى جانب رهاب الأماكن المغلقة والاكتئاب.. هذه المجموعة المعقدة من الأمراض تم ترويضها بواسطة طبيب نفسي متمكن، “بدأت من مارس 2017 جلسات علاج نفسي، ونهاية يوليو من نفس السنة بدأت علاج دوائي بالتوازي مع الجلسات، فيه حاجات قدرت أتجاوزها كليًا زي موضوع القلق والخوف المرضي، وأخرى جزئيًا زي الأنوريكسيا، وحاجات مكملة في العلاج منها زي الاكتئاب.”، وترى الصحفية الشابة أن إهمال المشاكل النفسية يحولها إلى أمراض متوطنة تسيطر على الإنسان وتمنعه عن الحياة، لذلك فإنها تشجع كل من حولها على تجربة العلاج النفسي.

حقيقة: الأدوية النفسية لا تسبب الإدمان أو الاعتمادية، وهناك 5% فقط من الأدوية يصحبه هذا التأثير إذا تم تناوله بشكل خاطئ وبدون خطة علاجية واضحة.

“كنت بعاني من العصبية وبضرب أولادي وغضب طول اليوم بسبب وبدون سبب، اتواصلت مع دكتور بدأ يخليني اكتشف أسباب كل المشاكل دي وإزاي اتصالح واتعامل معاها”، مها –اسم مستعار 35 سنة- تقول أن الجلسات ساعدتها في تحسين علاقتها بزوجها وأولادها حتى بدون أن يكون هناك تشخيص لمرض نفسي محدد، فقط بعض المشكلات التي احتاجت تفهم وشرح وتفكيك.

الخلاصة أن الطبيب أو المختص النفسي شخص مدرب وعلى علم كاف لفهم ما تمر به من تغيرات في حياتك، ووجود تجارب سيئة لا يعني وصم العلاج النفسي ككل بالفشل لأن هناك تجارب مثل التي عرضناها وغيرها الكثير نجحت في جعل أصحابها يستعيدوا شغفهم تجاه الحياة.. لذلك إذا كنت تمر بفترة سيئة في حياتك، أو تعرف شخص يمر بها، لا تتردد في طلب المساعدة من خلال شيزلونج أول وأكبر عيادة نفسية أونلاين.. احجز جلستك الآن من هنا

اجعل الحياة أفضل: انشر هذا المقال على

اترك تعليقاً

Required fields are marked

اشترك في نشرة الأخبار ليصلك أفضل المقالات لدينا: