تحقيق - د.هند بدارى

“حبيبى دائما ” ،”الحب الصادق”، ” صعب أنساك ” ، ” جراح ساخنة ” ، “أهواك ولن أنساك “،”مستحيل أرجعلك تانى ” .. أحدث صيحة فى أسماء “أكونتات ” الفيسبوك التى تحمل شعارات تبدو عاطفية والملاحظ أنه فى المناسبات الرومانسية مثل “عيد الحب ” تنشط الحركة على هذه ” الأكونتات ” ويفاجأ الكثيرون حتى من كبار السن بدعوات للصداقة والحب من أصحابها مجهولى الهوية ! .

وبحثا عن تفسير لهذه الظاهرة الالكترونية ،التقى موقع أخبار مصر بعدد من الشباب والخبراء لمعرفة لماذا تحدث ومن وراءها وكيف يتعاملون مع رسائلهاوالى ماذا تقود من يتجاوب معها ؟ والأهم : هل حقا يمكن أن تكون بديلا للحب الواقعى ؟:

2015-635594340190609846-60

دعوات للحب

مصطفى ابراهيم محاسب شاب قال “للاسف كثير من الشباب يبحث عن الحب على الانترنت و”السوشيال ميديا ” حتى لو كان زائفا لأنه لايجده فى الواقع وأمله ضعيف فى الارتباط بخطيبة أو بزوجة، والأهم أنه لايشعر بالحرج لأنه يحمل اسما مستعارا وصورا مزيفة ويعيش حياته العاطفية فى بيئة خيالية بل المدهش انه يجد من تبادله هذه التجربة الوهمية خاصة من المطلقات والأرامل والمثير أن احدى القصص انتهت فعلا بالزوج .

بينما حذر شادى طالب بهندسة القاهرة من جفاف المشاعر عبر الانترنت وتعرضه لمقالب كثيرة منها أن هناك فتيات تبادلن معه الشات وحددن له ميعادفى كافيتريا الجامعة ثم فوجىء بحضور زملاءه الشباب وإمطاره بوابل من التعليقات الساخرة .

واكد أن خطيبته ترفض الاحتفاء على الفيسبوك وتصر على الذهاب الى مكان رومانسى وتبادل الهدايا مع إغلاق الموبايلات .

أما اسراء على طالبة بكلية السياحة والفنادق ،فقالت ” كثيرا ما أتلقى دعوات صداقة من أكونتات غريبة تحمل صورة قلب ووردة ولا أعرف من صاحبها وتكثر هذه المحاولات فى أعياد الحب وعادة أرفضها تماما وأخشى من التفاعل معها ،ولكن بصراحة مرة طلبت من زميلى فى الجامعة أن يتجاوب مع احداهالنكشف هدفها على سبيل المغامرة وكانت النتيجة صادمة لأن الصفحة ليست لشاب يعاكس كما توقعت وانما لفتاة متنكرة تبحث عن اخربات لترويج المخدرات .

فى حين أكدت مروة السيد مترجمة أن هذه الشعارات العاطفية لا تجتذبها نهائيا وانما لا مانع من تبادل المشاعر الدافئة مع من تعرفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى من خلال ارسال الهدايا الالكترونية ورسائل وتعليقات الحب لإحياء هذه المناسبة .

وأشارت الى أن منتديات الفيسبوك للأسف لا تحتفل بقدر ما تنقل نبض الناس ومشاعرهم وتعليقاتهم الساخرة من انتهاء زمن الحب الجميل ومن خلافات العشاق على الماديات حتى فى المناسبات ومن سيطرة أحداث سلبية على هذه المناسبة الراقية ..فعلى سبيل المثال هناك تعليقات وصور ورسوم كاريكاتورية تعكس عدم احساس الناس بالمناسبة مثل”هو بكرة عيد الحب ..كل سنة واحنا مالناش دعوة بيه”،”هو عيد الحب بيجى كام مرة فى السنة “، “مرة واحد جاب لمراته عسكرى فى عيد الحب “،”حب ايه اللى انت جاى تقول عليه “.

2015-635595183289938625-993

ملاذ للعشاق والعابثين

وباستشارة د.نجوى الفوال أستاذ الاجتماع ورئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية سابقا ،قالت للموقع “الشباب يبحث عن الحب على الانترنت بعد أن أصبح الخيال ملاذا لمشاعر رومانسية يفتقدها فى الواقع سواء لأحداث العنف والكوارث المتكررة أو لمعايشته ظروف صعبة تقف فى طريق طموحاته وأحلامه من بطالة وغلاء مساكن وتأخر سن الزواج وصراعات العمل وغيرها من محبطات .

وأوضحت أن ظهور “أكونتات تحمل أسماء عاطفية ” أو تعبر عن علاقات حب متوهجة أو جراح فراق العشاق قد يكون تعبيرا عن مشاعر ورغبات مكبوتة ووسيلة للبحث عن صداقة أو علاقة حب افتراضية وربما يكون مجرد نوع من العبث والتسلية والأخطر أن تكون حيلة الكترونية لاصطياد الشباب لمواقع خارجة سواء منافية للآداب أو محظورة .

وترى د.الفوال أن مشكلة الشباب ليست فى ظروفة الصعبة وانما فى كونه لم يتعلم كيف يحب وسط ضغوط الحياة وضعف الاهتمام الأسرى والمجتمعى بهذه الثقافة بخلاف الأجيال السابقة التى كانت تجيد فنون الحب الصادق وترى طريقها بوضوح من حيث دراستها وعملها اوسقف طموحها ومصير أى تجربة عاطفية تمر بها .

fashion1.618755

الحب الالكترونى زائف

أما د.فاطمة الشناوى خبيرة التنمية البشرية واستشارى العلاقات الزوجية فترى أن الأجواء العامة لاتشجع على الحب ولكن المسألة تتوقف على ظروف كل أسرة وأحوال كل خطيبين أو زوجين نفسيا واقتصاديا واجتماعيا ،فهناك من يحتفى بطريقته الخاصة وهناك من لايتذكر أساسا المناسبة .

وأوضحت أن اللجوء الى الفيسبوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى للبحث عن مشاعر الحب ليس حلا لأن علاقات الحب الالكترونية تفتقد عادة المصداقية والدفء ولا تمثل بديلا للحب الصادق الواقعى وقد تنطوى على مقالب ومخاطر مثل استدراج الفتيات لمواقع مشبوهة أو ايقاعهن فى حب فتاة تحمل اسم مستعار لرجل وغيرها من صور الخداع باسم الحب .

ودعت الشناوى مستخدمى الانترنت للبحث عن صور الاحتفال الجميلة على الانترنت دون الاهتمام بهذه التجارب العبثية العابرة .

وعموما الحب لايرتبط بمكان واقعى أم افتراضى وانما ينبض ودفء المشاعروصدقها وسط  بيئة تسمح بانتعاش الرومانسية فى عيدها .