06 ابريل2008                                                                                                                                                        29 ربيع 1428

- اخر العداد السابقة -

 

 

 

 

 

 

 

 

مئات يموتون سنوياً من ألغام الساحل الشمالي

ناقش المؤتمر الدولي السابع لإزالة الألغام الذي استضافته الجامعة الأمريكية بالقاهرة في الفترة من 28-30 مارس الماضي أهمية استخدام الرجل الآلي في إزالة الألغام التي يصل عددها إلى 17 مليون لغم في الساحل الشمالي المصري منها خمسة إلى ستة ملايين لغم في سيناء وفقا لوزارة الخارجية المصرية.

صرح مكي حبيب -أستاذ هندسة ميكانيكية  في الجامعة و رئيس المؤتمر- أن استخدام الآليات في إزالة الألغام أصبح ضرورة لابد منها. و قال "هناك 100مليون لغم في العالم اليوم والإزالة بالطريقة اليدوية تتم بسرعة مئة ألف لغم في العام الواحد، مما يعني أن أمامنا ألف عام للتخلص من الألغام."

وطُرح في المؤتمر 26 بحثا من 19 دولة مختلفة , وتناقش الأبحاث أحدث التقنيات لإزالة الألغام بطريقة آمنة وسريعة. وقد قامت شركة " ماين وولف" السويسرية بتبني أحد تلك الاختراعات التي تعتمد على جسم آلي يقوم بتفجير الألغام الموجودة في حقل معين.

ولم تطبق أي من تلك المشاريع في مصر التي تحتوي أراضيها على عدد  هائل من الألغام مقارنة ببقية العالم و يرجع هذا لعدم وجود ميزانية تسمح للقيام بذلك العمل الذي قد يصل ثمنه إلى 300 مليون دولار.

وصرح مصدر بوزارة الخارجية للقافلة –و قد  رفض ذكر اسمه لأنه غير مصرح بالحديث للصحافة- أن محاولات مصر لطلب مساعدات مادية من دول أوروبية  لهذا المشروع فشلت لأن الدول قد طلبت من مصر سحب المبلغ  من المعونة الأوروبية، الأمر الذي رفضت الحكومة المصرية القيام به. 

وأضاف المصدر: "مصر رفضت إرسال الدول الأوروبية خبراء عسكريين للكشف على الأراضي المصرية الملغومة، لاعتبارها هذا انتهاك لأسرار مصر."
وتحاول القوات المسلحة المصرية إزالة الألغام ببطء بمساعدات من إيطاليا وألمانيا عن طريق 200 كاشف للألغام و تدريب 20 ضابط مصري على إزالة الألغام، و على الرغم من ذلك يستمر ارتفاع عدد الضحايا.
يشير تقرير "كاشف الألغام"  لعام 2007 إلى سقوط أكثر من ثمانية آلاف قتيل منذ عام  1982 مسجلا ارتفاع هائل في عدد الوفيات السنوي في العامين الماضيين.
و ذُكر في التقرير أيضا أن ضحايا انفجار الألغام في مدن شرق مصر، منها القاهرة والجيزة، بلغ عددهم إلى 15 شخص.

وتكمن خطورة الألغام معرفة الناس بوجودها . يقول محمد مغنم- ثالثة محاسبة- " نحن في العريش لا نشعر أن الموضوع بهذه الخطورة."
ويضيف عمر محمد- هندسة ميكانيكية وهو من جنوب سيناء، أن  فرصة عثور شخص على العناية المطلوبة في حالة إصابته من انفجار لغم ضئيلة.و قال "هناك مستشفى بكل مدينة لكن الأطباء غير مؤهلين كما أن المستشفيات غير نظيفة وتعاني من الإهمال"

و كانت الألغام في الصحراء الغربية والساحل الشمالي قد زرعت أثناء الحرب العالمية الثانية عندما واجه جيش رومل الألماني جيش مونتجومري البريطاني في العلمين و زرعا الألغام في مساحة 82 كم من الجانبين و هي ربع مساحة مصر.
ووضع المصريون أنفسهم الألغام في سيناء ومناطق أخرى بشرق مصر أثناء الحروب الثلاث مع إسرائيل في أعوام56 ، 67، و 73 .
وفي عام 2006  كانت مصر ضمن 17 دولة رفضت التوقيع على اتفاقية حظر الألغام الدولية معللة موقفها بأن الاتفاقية لا تُحمل الأطراف المسئولة عن وجود الألغام مسئولية إزالتها.


ويقول جمال سلطان- أستاذ العلوم السياسية بالجامعة- "مصر لا تستطيع التوقيع على مثل هذه الاتفاقيات لأنها تحرمها وسيلة حماية حدودها."